الرئيسية / بيانات/

حزب طلائع الحريات بيان الهيئة الرئاسية الجزائر في 28 أوت 2021

عقدت الهيئة الرئاسية لحزب طلائع الحريات، عن طريق تقنية التحاضر عن بعد، اجتماعها الشهري العادي يوم السبت 28 أوت 2021، تحت إشراف السيد رضا بن ونان رئيس الهيئة.

انحنت الهيئة الرئاسية في بداية اشغالها بخشوع أمام أرواح شهداء مأساة الحرائق التي طالت عدة مناطق من الوطن لاسيما ولاية تيزي وزو ، وتلت بالمناسبة سورة الفاتحة تكريما وترحما على أرواحهم الطاهرة وعلى روح شهيد الغدر والخيانة جمال بن إسماعيل الذي اغتالته الأيادي الآثمة للعناصر المتطرفة المشحونة بروح الحقد والكراهية.

حيّت الهيئة الرئاسية بإكبار الهبة الشعبية التضامنية والتجنّد الوطني الواسع مع المناطق التي طالتها الحرائق لاسيما منطقتي تيزي وزو وبجاية، حيث برهن الشعب الجزائري مرة أخرى للعالم بأسره، عن عظمته وتلاحمه واتحاده في أوقات المحن والكوارث، بوقوفه ومؤازرته لعائلات ضحايا الحرائق من عناصر الجيش الوطني الشعبي ومن المواطنين، الذين استشهدوا جراء هذه الكارثة غير المسبوقة.

يشيد حزب طلائع الحريات ويفتخر بعظمة الشعب الجزائري، الذي ورغم وطأة وحدة المحن التي يعيشها البلد جراء سوء إدارة الشأن العام، والأزمات المفتعلة التي مست وتمس حياة المواطن اليومية، من نقص في السيولة النقدية والانقطاعات المتكررة وغير المبررة للماء والكهرباء، واستفحال انتشار وباء كورونا في موجته الثالثة بسبب سوء التقدير وغياب الاستشراف الذي أدى إلى شلل المستشفيات ونقص خطير في الأوكسجين ومكثفاته؛ ورغم كل هذه المحن والأزمات فإن الشعب الجزائري أثبت للعالم باسره بأنه شعب عظيم؛ عظيم بقوة صبره وصلابة تلاحمه وهبته التضامنية خلال مقاومته لوباء كورونا وخلال تصديه للحرائق التي كانت في معظمها وبحسب المؤشرات والقرائن، بفعل إجرامي وتخفي من ورائها مؤامرة خبيثة تهدف إلى تخريب النسيج المجتمعي الوطني وضرب وحدة الشعب الجزائري.

إن حزب طلائع الحريات وعلى غرار كافة المخلصين من أبناء هذا الوطن، يقف بحزم في وجه تلك الأقليات الحاملة لمشروع الكراهية والحقد، التي تستغل عناصر الهوية الوطنية من عروبة وأمازيغية والدين الحنيف، أو الداعية للانفصال وزرع الفتنة والشقاق بين مناطق وأبناء البلد الواحد، وإنه لمقتنع بأنه لا يمكن محاربة هذه الطائفة واستئصالها إلا بصرامة القانون وصلابة وحزم مؤسسات الدولة.

إنه لا مكان في جزائر 2021 لدعاة الفتنة ولمروجي الشقاق بين أبناء الوطن الواحد والمنفذين لأجندات خارجية هدفها تفكيك الدولة وضرب استقرارها والمساس بالوحدة الوطنية والسلامة الترابية التي سُقيت بدماء الشهداء وارتوت بدموع الجزائريات والجزائريين؛ فهي خط أحمر وأمر مقدس بالنسبة لكل الجزائريين، ومن الوهم محاولة المساس بها.

ما فتئنا نذكر في حزب طلائع الحريات بضرورة تقوية مناعة البلد، ولن يتأتى ذلك إلا بتقوية الجبهة الوطنية الداخلية، وصيانة الحقوق والحريات، وفتح المجال السياسية والإعلامي وحرية الرأي، ومعالجة الاحتقان الذي لايزال يميز المشهد السياسي والاجتماعي الداخلي،

إن ‏غلق ثلاث قنوات تلفزيونية خاصة، في غضون أسبوع لأسباب وذرائع متعددة يعطي الانطباع ظاهريا أن السلطة تتجه إلى حالة تطهير المشهد الإعلامي، ولكن باطنيا يؤكد لنا هذا القرار أن السلطة لم يعد صدرها يتسع لأية سردية خارج رؤيتها وروايتها الرسمية، وأن هذه القرارات في حقيقتها هي رسالة مشفرة لباقي القنوات والجرائد المستقلة ولكل من له رأي مخالف لرؤية السلطة، للتقيد بالخط الرسمي الذي ترسمه السلطة؛ إن حزب طلائع الحريات يتأسف لهذا التوجه ويندد بهذا السلوك الذي يبقى سلوكا معاديا للحريات الفردية والجماعية.

وختاما لكل ما سبق، فإن حزب طلائع الحريات برهن من خلال خطه السياسي الثابت أنه حزب سياسي وطني ينتهج المعارضة المسؤولة لنظام سياسي لم يجد الحلول المستعجلة للركود الاقتصادي الرهيب وبيروقراطية الإدارة التي هي وراء تعطيل المشاريع التنموية مما زاد في تفاقم البطالة وانتشار الفقر الذي مسّ شرائح واسعة من المجتمع خاصة في أوساط الشباب؛ لاسيما وأننا مقبلون على دخول اجتماعي ساخن.

غير أن الحزب يفرّق بين أن تكون معارضاً لنظام سياسي أو حكومة أو فردا، وبين أن تكون خائنا لوطنك ولدينك ولأمّتك؛ فمهما تكن خلافاتنا مع النظام السياسي فإننا نحذّر كل من يتستر وراء معارضته للنظام ليبيع وطنه ويخون شعبه ويكون عونا للأعداء لزرع الفتنة وجعل البلاد مرتعا لكل الحاقدين.

وعليه، فإن حزب طلائع الحريات يرى أنه أصبح من الضروري والمستعجل الاستثمار في هذه الهبة التضامنية والتلاحم الشعبي التي عرفها الجزائري في الآونة الأخيرة، للعمل على تقوية الجبهة الوطنية الداخلية عبر بعث حوار وطني شامل وفتح نقاش عام حول القضايا المصيرية للبلاد، للخروج بتوافق وطني ومصالحة سياسية قصد تمتّين اللحمة الوطنية وإرساء دعائم دولة الحق والقانون ومجتمع الحريات.

‏‎بخصوص موقف الحزب من علاقات الجزائر مع المغرب
سبق لحزب طلائع الحريات أن أدان بشدة المنحى الخطير والانحراف المشين الذي آل إليه النظام المغربي في عدائه للجزائر، واعتبر أن المناورات والتحرشات غير المحسوبة العواقب والأعمال العدائية التي يقوم بها المخزن ضد الجزائر إنما ليصرف اهتمام رعاياه بخصوص الأزمة الخانقة والمتعددة الأوجه التي أصبح يتخبط فيها النظام الملكي، الذي لم يكن يوما سيد قراره وإنما أصبح أداة لتنفيذ أجندات قوى معادية تستهدف بشكل خاص وحدة وأمن واستقرار الجزائر، وبشكل عام شعوب المنطقة المغاربية لمنعها من التقارب والالتآم في إطار العمل الوحدوي.

من المعلوم أن الجزائر كانت قد أظهرت قدرتها على ضبط النفس والتصرف بمسؤولية من خلال عدم قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في نفس اليوم الذي دعا فيه ممثلها في نيويورك رسميًا إلى إثارة الفتنة في الجزائر بالدعوة إلى انفصال منطقة من الوطن، بل وحسب نظرنا، فإن الجزائر كانت مستعدة للتغاضي عن السلوك العدائي المغربي، والإحجام عن أي رد فعل قاسي ضد المغرب لو تراجعت الديبلوماسية المغربية في حينه عن موقف ممثلها الرسمي، الذي يعتبر استفزازا وتدخلا سافرا في شؤون البلاد وتحريضا صريحا لزرع الفتنة داخل الوطن؛

هذا، وقد تجسد السلوك العدائي للمخزن عندما سخّر أراضيه لمسؤول من الكيان الصهيوني ليتهجم علينا بكل سفالة ووقاحة، في نفس اليوم الذي ارتكبت فيه أبشع جريمة منظمة ومخطط لها في حق الشهيد جمال بن إسماعين. وعليه، فإن قرار قطع العلاقات مع المغرب يستدعي منا ومن كل جزائري الدعم الكامل.

  • تم النسخ

مقالات ذات صلة