الرئيسية / الحزب/

بيان المكتب السياسي

حزب طلائع الحريات

بيان المكتب السياسي

الجزائر، 09 نوفمبر 2024

عقد المكتب السياسي لحزب طلائع الحريات اجتماعه الدوري المفتوح، يوم 09 نوفمبر 2024، بالجزائر، برئاسة السيد رضا بن ونان، رئيس الحزب.

وأصدر البيان التالي:

هنأ حزب طلائع الحريات، في بداية أشغاله، الشعب الجزائري بمناسبة الذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية المباركة.

لقد كان الفاتح من نوفمبر إيذانا بقرار الشعب الجزائري استعادة السيادة الوطنية واستئناف رسالته الحضارية بإقامة “الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية”.

إن هذه الذكرى العظيمة تستوقفنا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، لاستكمال بناء الدولة الوطنية وتعزيز السيادة الوطنية ورص الصفوف والعمل سويا لتدعيم الجبهة الداخلية، وتجنيد كل الطاقات لصون أمننا القومي.

إن الاحتفالات بالذكرى السبعين لانطلاق الثورة التحريرية المباركة كانت مناسبة لاستعراض مدى جاهزية قواتنا المسلحة ومدى ما بلغته من عصرنة للدفاع عن هذه الأرض المقدسة التي روتها دماء ملايين الشهداء.

إنه يحق للجزائريين أن يشعروا بالفخر والاعتزاز بالجيش الوطني الشعبي لما تميزت به هذه التظاهرة من دقة في التنظيم واحترافية في الأداء،

إن بناء الدولة الجزائرية القوية العزيزة المهابة الجانب يتطلب أيضا تجند كل القوى الحية للأمة لتقوية الجبهة الداخلية،

وفي هذا الإطار فإن حزب طلائع الحريات يعتبر أن الحوار الوطني الجاد والجامع للتوافق حول كبريات القضايا وتوحيد الصفوف وتدعيم الجبهة الداخلية في مواجهة التهديدات الخارجية والتحديات المفروضة على الأمة، يكتسي، أكثر من أي وقت مضى، طابع الاستعجال الذي لا يحتمل التأخير، وينبغي على السلطة السياسية أن تبادر، في أقرب الآجال، بتوفير الشروط الموضوعية لإنجاح مسعى الحوار الوطني الشامل؛ ويتعلق الأمر في المقام الأول بتحرير الفعل السياسي وفتح فضاءات النشاط أمام الأحزاب السياسية لتقوم بالدور المنوط بها في الحوار الوطني، وفي التنافس الديمقراطي المسؤول بالأفكار وبالبرامج من أجل المساهمة في إيجاد الحلول لكبريات القضايا التي تواجه الأمة، وتعبئة الجماهير من أجل بناء جبهة داخلية قوية لتمتين أسس الدولة الوطنية.

ويتعلق الأمر ثانيا برفع القيود على حرية الإعلام والتعبير، ويتعلق أخيرا باتخاذ إجراءات التهدئة المناسبة لا سيما إجراءات العفو واسقاط المتابعات على الأشخاص المحكومين أو المتابعين في قضايا تتعلق بممارسة الحق في التعبير وحرية الرأي والنشاط السياسي.

وفي هذا الصدد، عبر المكتب السياسي لحزب طلائع الحريات عن ارتياحه بخصوص إجراءات العفو الرئاسي التي أقرها السيد رئيس الجمهورية بمناسبة الاحتفالات المخلدة للذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية المباركة، والتي شملت عددا من المواطنين المحكومين بتهم تتعلق بممارسة حرية التعبير. إن هذه البادرة المستحسنة، والتي طالما رافعنا من خلال بياناتنا، في العديد من المناسبات، بضرورة اتخاذها، يجب أن تتبع بخطوات أخرى، من أجل تحقيق المصالحة الوطنية وتكريس المبادئ الديمقراطية والحريات الأساسية التي نص عليها بيان أول نوفمبر والتي كرسها الدستور؛

إن إحياء الذكرى السبعين للثورة التحريرية المباركة يستوقفنا مرة أخرى أمام ملف الذاكرة الوطنية، وفي هذا الصدد، فإن حزب طلائع الحريات يؤكد على الموقف الرسمي للدولة الجزائرية، ويعتقد يقينا أن ملف الذاكرة الوطنية لا يقبل التجزئة، وأن أي تفاهم مع فرنسا بهذا الخصوص، يجب أن يرتكز على ثلاثة محاور أساسية التي تعتبر بالنسبة لنا من المسلمات وهي: الاعتراف، والاعتذار، والتعويض عن الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والانتهاكات الفظيعة التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي ضد الشعب الجزائري وضد الذاكرة الوطنية طيلة 132 سنة من الاحتلال الاستيطاني البغيض.

من جهة أخرى تعرض المكتب السياسي بالنقاش إلى مشروع قانون المالية لسنة 2025،  وسجل بقلق بالغ ارتفاع  نسبة العجز في  ميزانية الدولة  إلي أكثر من 8200 مليار دينار جزائري،  وارتفاع عجز الخزينة العمومية إلى 9221 مليار دينار جزائري  أي ما يعادل 24 ٪ من الدخل الوطني الخام المتوقع لسنة 2025؛ وعليه، فإن حزب طلائع الحريات يدعو الحكومة لوضع خطة عمل على المدى المتوسط لخفض مستوى العجز في الميزانية والعودة إلى التوازنات الكبرى، ويتعلق الأمر على وجه الخصوص بإيجاد الآليات الفعالة لترشيد النفقات العمومية من جهة، ورفع مداخيل الدولة، بكل الوسائل المتاحة لاسيما محاربة تبييض الأموال، وتشجيع الإنتاج والمنتجين عن طريق التحفيزات الجبائية.

إن ما يؤسف له أن قانون المالية لسنة 2025 لم يول الأهمية اللازمة والضرورية لميزانية التجهيز التي هي أساس الانتعاش الاقتصادي والخروج من الركود الذي طبع الاقتصاد الوطني طيلة السنوات الماضية

وعلى صعيد آخر، فإن المكتب السياسي يعرب عن تضامنه مع طلبة الطب في إضرابهم المشروع، ويدعو الحكومة للتكفل الجاد بمطالب الطلبة المشروعة؛ ويتعلق الأمر في المقام الأول بضرورة الإسراع في توفير مناصب العمل للطلبة المتخرجين، وكذا الإسراع في إعداد القوانين الخاصة بالأطباء وبالباحثين، وبأساتذة التعليم بكل أطواره، بما يضمن لهم سبل العيش الكريم في بلادهم ولا ينضمون إلى قوافل هجرة الأدمغة سواء الشرعية أو غير الشرعية عبر الحرقة، لتستفيد منهم أمم أخرى.

وعليه، فإن الحكومة مدعوة، في أقرب الآجال، لوضع تصور ومخطط جاد لتوظيف الكفاءات الوطنية في خدمة مسيرة التنمية الوطنية، ولا يمكنها، بهذا الخصوص، أن تستمر في “صم الآذان” لإيجاد الحلول الجذرية، والمعالجة الجادة لقضايا هذه الفئات.

وبخصوص الأوبئة التي تفشت في الفترة الأخيرة بمناطق من أقصى الجنوب فإن حزب طلائع الحريات يطالب الحكومة بتحمل مسؤولياتها كاملة والتكفل الجاد بتوفير الرعاية الصحية على أعلى مستوى من الجودة لأهلنا في الجنوب الكبير.

إن حزب طلائع الحريات يسجل أن قوى المال الفاسد وعصابات الاقتصاد الموازي ما زالت تختلق الأزمات والندرة والغلاء الفاحش في أسعار المواد الاستهلاكية، بهدف ضرب التماسك الاجتماعي وتهديد الاستقرار، وعليه فإن السلطة مدعوة كذلك لتحمل مسؤولياتها كاملة في التصدي لهذه العصابات الإجرامية، ووضع الآليات الجادة والفعالة لضمان التموين المنتظم للسوق بالسلع الضرورية ومحاربة الاحتكار والمضاربة.

وعلى صعيد آخر فإن حزب طلائع الحريات يدعو السيد رئيس الجمهورية إلى الإسراع في وتيرة الإصلاحات الهيكلية للاقتصاد والإدارة بما يهيئ الشروط الموضوعية للإقلاع الاقتصادي المنشود.

وعلى الصعيد الدولي:

فإن المكتب السياسي لحزب طلائع الحريات، إذ يؤكد على تضامنه المطلق واللا مشروط مع الشعب الصحراوي في كفاحه من أجل الحرية والانعتاق، فإنه يدين بأشد العبارات التصريحات المشينة للرئيس الفرنسي بخصوص الصحراء الغربية والتي تتناقض بل تضرب عرض الحائط قرارات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ذات الصلة، وانحيازه السافر للاحتلال المغربي؛ فالشعب الصحراوي هو وحده من يقرر مصيره ومستقبل الصحراء الغربية.

كما يعبّر في ذات السياق، عن سخطه وإدانته للصمت الدولي أمام مواصلة الكيان الغاصب حرب الإبادة الشاملة للشعب الفلسطيني الأعزل وعمليات التهجير القصري للسكان لاسيما في قطاع غزة، ويعرب مرة أخرى عن وقوفه بقوة إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مواجهة آلة الحرب التدميرية الصهيونية بمباركة من الحلفاء الغربيين ودعم لوجيستي وعسكري لا مشروط للحكومة المتطرفة للكيان لاسيما من قبل الولايات المتحدة الأمريكية

وفي ذات الصدد، فإن حزب طلائع الحريات يعرب عن تضامنه المطلق واللامشروط مع الشعب اللبناني الشقيق ومقاومته الباسلة التي تقدم قوافل الشهداء، نصرة للشعب الفلسطيني ودفاعا عن سيادة لبنان واستقلاله.

وفي ختام أشغاله، تناول المكتب السياسي بالنقاش الجوانب التنظيمية والانضباطية، فاستمع بهذا الخصوص، إلى عرض قدمه عضو المكتب السياسي مسؤول التنظيم الأستاذ محمد بن عالية، ذكّر فيه بالخروقات البليغة لبعض المناضلين لقواعد القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب، والأخطاء الجسيمة التي ارتكبوها في تحد سافر لقواعد الانضباط وقرارات الحزب، فركزا في عرضه على التقرير الذي رفعة رئيس لجنة الانضباط المركزية السيد عيسى فلاحي إلى المكتب السياسي، وهي الأمور التي ستكون موضوع بيان داخلي ملحق.

تحيا الجزائر

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.

                                                        الجزائر في 09 نوفمبر 2024

  • تم النسخ

مقالات ذات صلة