بيان حزب طلائع الحريات بخصوص الحملة المسعورة للأوساط الفرنسية ضد الجزائر
حزب طلائع الحريات
بيـــان
إن حزب طلائع الحريات وعلى إثر تصاعد موجة العداء الشرسة تجاه الجزائر التي تقودها أوساط سياسية من اليمين المتطرف والمنظمات الصهيونية في فرنسا بإيعاز، أصبح مكشوفا، من النظام الماكروني، وكذا الحملة المسعورة لأبواق الإعلام الفرنسي المتصهين للطعن في الجزائر وفي دولتها وفي مؤسساتها، يستنكر ويدين بأشد العبارات هذه السلوكيات الحاقدة والمقيتة، ويحذر النظام الفرنسي من الاستمرار في نهج هذه السياسة غير المسؤولة واللعب بورقة التصعيد ضد الجزائر، والذي يعتبره مساسا بسيادة الجزائر وبأمنها.
إن تكالب هذه الأصوات الناعقة والأبواق المأجورة ضد الجزائر، وضد مؤسساتها وقيادتها السياسية وجيشها وشعبها، بمباركة وبتواطئي معلن من “الإليزيه” ومن “الكي دورسي”، إنما تندرج ضمن السياق التقليدي للسياسة الفرنسية الامبريالية التي تعمل في محاولة يائسة منها على تكريس الأمر الواقع بمحاولة الإبقاء على فرض الهيمنة على مستعمراتها القديمة والإبقاء على هذه البلدان كحدائق خلفية للاستغلال والابتزاز،
إن الأقلية الحاكمة في فرنسا وبعد أن أصبحت تعيش في عزلة داخل مجتمعها جراء سياساتها الرعناء، أصبحت تبحث عن مخرج من أزماتها المتتالية وإخفاقاتها المتراكمة، وذلك بافتعال الأزمات مع الجزائر وانتهاج التصعيد اتجاهها، لاسيما في هذا الظرف بالذات حيث انتفضت كل بلدان الساحل الإفريقي رافضين الهيمنة الفرنسية وتدخلها السافر في شؤونها ونهب ثروات وفك الارتباط معها،
وبما أن لم يتبقى للنظام الامبريالي الاستعماري الفرنسي من نفوذ على البلدان الإفريقية سوى نظام المخزن الآيل للسقوط، أفصحت الأقلية الحاكمة في فرنسا عن نواياها الحقيقية وتورطها صراحة وعلنا في جريمة الاحتلال المغربي للصحراء الغربية، متنكرة بذلك لقرارات الشرعية الدولية، بل و ذهبت أبعد من ذلك بالمشاركة في نهب ثروات الشعب الصحراوي ضاربة بعرض الحائط قرارات المحكمة الأوروبية التي أنكرت على نظام المخزن حق التصرف في ثروات الشعب الصحراوي وقضت ببطلان الاتفاقيات التي تشمل الأراضي والمياه الإقليمية للصحراء الغربية المحتلة.
حدث كل هذا، لما تأكد للحاقدين لاسيما من بعض الأوساط الفرنسية أن الجزائر بحمد الله وبعونه، وبفضل المخلصين من أبناء هذه الأمة، بدأت تتعافى وتعمل بكل صرامة على تعزيز السيادة الوطنية، واستعادة موقعها الطبيعي في محافل الأمم، ومناصرة قضايا تصفية الاستعمار وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني وقضية الشعب الصحراوي، وتؤسس مع الدول الصديقة لعلاقات تعاون وشراكة قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والالتزام الراسخ بمبادئ السلام والعدالة.
إن تحرك آلة الإعلام المأجور، وأبواق اليمين المتطرف والأوساط المعروفة بولائها الأعمى للكيان الصهيوني المجرم، وبعض خونة الدار الذين باعوا شرفهم لقاء رضا الأوساط الصهيونية ودور النشر المملوكة لها في هذا الوقت بالذات إنما يدل على أن الجزائر في الطريق الصحيح.
إن الجزائر الحرة، التي لا تقبل التفريط في سيادتها الوطنية، ولا المساومة الرخيصة على مواقفها الثابتة، لا تلين ولا تنحني ولا تنكسر أمام المحاولات اليائسة والمناورات البائسة لثنيها عن مسيرتها المظفرة أو للتأثير على قرارها السيد، ولا تقبل أن تعطى لها الدروس في الحرية والديمقراطية وحقوق الأنسان ممن كانوا بالأمس مجرمي حرب ومجرمين ضد الإنسانية، وداعمون اليوم لكيان يمارس حرب الإبادة والتصفية العرقية في فلسطين.
لقد سقطت الأقنعة، وأصبح العالم كله شاهدا على تورط القوى الاستعمارية الغربية وعلى رأسها فرنسا في المشاركة في الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجرائم الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني والشعب اللبناني.
كما أن الشعب الجزائري السيد لم ينسى ولن ينسى الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي اقترفتها فرنسا الاستعمارية في الجزائر طوال مائة واثنتين وثلاثين عاما من الاحتلال الاستيطاني البغيض، وأن الجزائر تتمسك دوما وأبدا بحقها الثابت وغير القابل للتصرف أو المساومة، في الاعتراف، والاعتذار، والتعويض عن جريمة الاحتلال والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي اقترفتها فرنسا الاستعمارية ضد الأمة الجزائرية.
لقد سقطت الأقنعة، وأصبحت الشعوب الحرة في العالم، شاهدة على قمع الحريات واعتقال الناشطين في فرنسا، عندما يتعلق الأمر بإدانة جرائم الاحتلال الصهيوني ضد الأطفال والنساء والتدمير المتعمد للمدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس واستهداف الصحفيين والمسعفين والأطباء في غزة.
لقد سقطت الأقنعة، وأصبحت شعوب العالم كلها، والشعب الفرنسي على وجه التحديد، شاهدة على قمع الحريات النقابية، والعنف البوليسي الممارس ضد المظاهرات السلمية للسترات الصفراء، وغيرها.
إن الشعب الجزائري السيد، يقف اليوم أكثر من أي وقت مضى للدفاع عن الدولة الوطنية الجزائرية وعن استقلال هذا البلد ورفعة هذه الأمة وسؤددها.
تحيا الجزائر حرة منتصرة
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار